عشرات الضحايا بالضربات الأميركية على اليمن والحوثيون يتوعدون

اخبار ع النار-أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن الضربات الأميركية المستمرة على اليمن أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، وتوعدت الجماعة بالرد عليها، في حين قال مسؤولون أميركيون إن الهجمات قد تستمر أسابيع بهدف وقف تهديد الملاحة البحرية في المنطقة.
وبدأت الغارات الجوية وإطلاق الصواريخ من بوارج حربية أميركية في البحر الأحمر مساء أمس السبت بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال الحوثيون إن الهجمات استهدفت صنعاء ثم توسّعت لتشمل صعدة وذمار ومأرب وتعز، مؤكدين حدوث أكثر من 40 غارة.
وأفادت وسائل إعلام حوثية بأن الغارات تجددت فجر اليوم الأحد، وأسفرت عن مقتل 31 شخصا وإصابة 101 آخرين معظمهم في صنعاء وصعدة.
وبحسب المصادر نفسها، فإن 13 شخصا قتلوا في قصف استهدف حي الجراف شمالي صنعاء، كما قتل 4 أطفال وامرأة إثر استهداف منزلين شمالي صعدة.
وفي حين قال مسؤولون أميركيون إن الضربات استهدفت مواقع عسكرية أكدت جماعة الحوثي أن القصف استهدف مواقع مدنية، وذكرت وسائل إعلام تابعة لهم أن بين المواقع المستهدفة محطة كهرباء في صعدة.
وأفاد مسؤولون أميركيون بأن الضربات نفذت جزئيا بطائرات مقاتلة من حاملة الطائرات هاري ترومان في البحر الأحمر واستهدفت عشرات المواقع، بينها الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والمسيّرات.
ونشرت القيادة الوسطى الأميركية صورا تظهر إطلاق صواريخ من بارجة حربية باتجاه اليمن.
وتأتي الهجمات الأميركية بعد إعلان الحوثيين أنهم سيستأنفون استهداف السفن الإسرائيلية في الممرات البحرية بالمنطقة ردا على منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، وبعد أن أعادت إدارة ترامب تصنيفهم “جماعة إرهابية”.

“تصعيد بتصعيد”
بدوره، ندد المكتب السياسي لجماعة الحوثي بالقصف، وقال إن “العدوان الأميركي البريطاني” لن يمر دون رد، وإن قواتهم على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد.
وأضاف المكتب -في بيان- أن هذه الغارات لن تثني الشعب اليمني عن الاستمرار في دعم فلسطين بإسناد أهل غزة ومقاومتها.
وقال البيان إن “العدوان السافر على بلدنا يؤكد أن أميركا تحارب نيابة عن الكيان الصهيوني”.
من جهته، قال المتحدث باسم الحوثيين في وقت مبكر اليوم إن الغارات الأميركية على اليمن “عدوان على دولة مستقلة وتشجيع لإسرائيل على حصارها الجائر لغزة”، وفق تعبيره.
وأضاف المتحدث أن ما يدعيه الرئيس الأميركي من خطر يتهدد الملاحة الدولية في باب المندب تضليل للرأي العام الدولي.

“عملية حاسمة”
وكان الرئيس الأميركي قال أمس السبت إنه أصدر أوامر للجيش بشن عملية عسكرية “حاسمة وقوية” ضد من وصفهم بالإرهابيين الحوثيين في اليمن.
وقال ترامب إن بلاده لن تتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأميركية، وستستخدم ما سماها القوة المميتة الساحقة حتى تحقق هدفها.
كما توعد الرئيس الأميركي الحوثيين بالجحيم، وقال إن أي “قوة إرهابية” لن تمنع السفن التجارية والبحرية الأميركية من الإبحار بحرية في الممرات المائية العالمية.
وبالتوازي مع تهديده للحوثيين حذر ترامب إيران من مواصلة دعمها للجماعة اليمنية، قائلا إنه إذا هددت طهران الولايات المتحدة “فإن أميركا ستحملكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن”.
وفي تبريره للعملية، قال البيت الأبيض إن هجمات الحوثيين تسببت في تحويل مسار نحو 60% من السفن إلى أفريقيا بدلا من عبور البحر الأحمر، مضيفا أنهم هاجموا السفن الحربية الأميركية 174 مرة والسفن التجارية 145 مرة منذ عام 2023.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن ترامب وجّه رسالة قوية وواضحة إلى من وصفهم بالإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران.
وأضاف روبيو أن الهجمات على السفن الأميركية والشحن العالمي يجب أن تتوقف، مضيفا أن بلاده ستواصل حماية حرية الملاحة.

ضربات لأسابيع
وفي غضون ذلك، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن قواتها بدأت عملية واسعة النطاق ضد الحوثيين، ووصفت الضربات بأنها “دقيقة”.
وقالت إن العمليات شملت أهدافا حوثية دفاعا عن المصالح الأميركية وردعا لمن سمتهم الأعداء واستعادة لحرية الملاحة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين قولهم إن الضربات الجوية بداية لسلسلة أحداث ستستمر أياما أو أسابيع، كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس ترامب سمح باتباع نهج أكثر عدوانية من الإدارة السابقة تجاه الحوثيين.
ونقلت شبكة “إيه بي سي” عن مصدر مطلع قوله إن الهجمات الأميركية قد تشتد ويتسع نطاقها وفقا لرد فعل الحوثيين، وأشار المصدر إلى أن الغارات نفذتها الولايات المتحدة بمفردها.
وقال مسؤول دفاعي أميركي لشبكة “سي إن إن” إن أي إجراء إضافي بعد هجمات السبت سيعتمد على تقييم الأضرار الناجمة عن الضربات.
ونقلت الشبكة عن مصدر مطلع قوله إنه لن يكون هناك غزو أو توغل بري في اليمن، لكن ستكون هناك سلسلة هجمات إستراتيجية موجهة ومستمرة.
كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز أن المسؤولين في واشنطن والشرق الأوسط يترقبون هجوما مضادا من الحوثيين.
وفي السياق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن إسقاط مسيّرة أميركية وتوعد الحوثيين بشن هجمات دفعا إلى تجديد العمل العسكري ضدهم.
من جهته، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن الولايات المتحدة قدمت إشعارا مسبقا لإسرائيل بشأن الضربات في اليمن.
وفي ردود الفعل، نددت حركة حماس بالغارات الأميركية واعتبرتها “عدوانا إجراميا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي واعتداء على سيادة اليمن واستقراره”، في حين قالت حركة الجهاد الإسلامي إن قصف اليمن “دعم مباشر لإسرائيل وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، خاصة في سوريا ولبنان”.
ودعما لغزة بدأ الحوثيون في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وباب المندب، واشتبكوا مرارا مع القوات الأميركية والبريطانية في المنطقة.

إقرأ الخبر السابق

آلاف المصريين على مائدة إفطار واحدة بالمطرية

اقرأ الخبر التالي

تدهور تريلا بشارع الحزام الدائري وانسكاب حمولتها على الشارع العام

الأكثر شهرة