![](https://3lnar.com/wp-content/uploads/2025/02/6420429a8e471.jpeg)
اخبار ع النار-في ظل الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الدجاج في محافظة الكرك، لا تجد أسر كثيرة قدرة على شرائها، ناهيك عن عدم قدرتها أيضا على شراء لحوم الضأن أو غيرها من اللحوم، حيث يقتصر طعامهم في أغلب الأحيان على الحبوب والخضار.
وكانت أسعار الدجاج الحي في محافظة الكرك، عاودت الارتفاع بشكل كبير، ليصل سعر الكيلوغرام الواحد مؤخرا إلى نحو دينار و85 قرشا في محال النتافات المنتشرة في بلدات وقرى المحافظة، وذلك بعد انخفاضها لأيام معدودة، في حين وصل السعر إلى أكثر من دينارين ونصف بالأغوار الجنوبية، حيث تضاف أجور النقل على أسعار الدجاج في محال البيع هناك.
وتعتمد غالبية العائلات في محافظة الكرك في شراء حاجتها من الدجاج على محال بيع الدجاج الحي “النتافات” المنتشرة في الأحياء السكنية والأسواق التجارية بالمحافظة، التي يبلغ عددها، وفقا لإحصائيات البلدية، نحو 600 محل نتافات، في وقت لا تلقى لحوم الدجاج المبرد والمجمد إقبالا كبيرا بين المواطنين في المحافظة.
وتفتقد محافظة الكرك لوجود مسلخ بلدي محلي للدواجن، ما يجعل نتافات الدواجن الوسيلة الوحيدة لتوفير حاجة المواطنين من استهلاك الدجاج الطازج يوميا، ويعمل في هذه المحال عمالة أغلبها وافدة، ورغم المطالب الدائمة والوعود الرسمية بضرورة توفير مسلخ محلي، إلا أن تلك المطالب بلا جدوى.
ويؤكد سكان بالكرك أن غالبية العاملين الوافدين بالنتافات، يملكون هذه المحال ويقومون بشراء الدواجن من مزارعين ويبيعونها للمواطنين من دون فحصها طبيا من قبل أطباء بيطريين، مطالبين الجهات الرسمية في الكرك، خصوصا البلديات، بمنع ترخيص محال بيع الدجاج الحي “النتافات” نهائيا، والعمل على إلزام أصحابها بتنفيذ عمليات الذبح في مسالخ خاصة تتوفر فيها الشروط الصحية اللازمة.
“شراء الدجاج هذه الأيام أصبح صعبا”
ولا تجد السيدة أم بهاء، وهي ربة أسرة ومعيلة لعائلتها، إمكانية لشراء حاجتها من الدجاج هذه الفترة بسبب الارتفاع الكبير في أسعاره، موضحة أنه ورغم أن الكثير من الأسر تشتري الدجاج مرة واحدة في الأسبوع، إلا أن ارتفاع أسعاره يعجزهم عن شرائه في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.
وتؤكد أم بهاء أن عدم قدرتها على شراء حاجتها من الدجاج واللحوم بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير ليس جديدا، إلا أنها في بعض الأحيان تكون بأسعار متوسطة ومقبولة لتتمكن من شراء حاجتها في كل أسبوع دجاجة واحدة لتتمكن من طبخها لعائلتها المكونة من ستة أفراد، في حين أنه من الضروري أن تتناول عائلتها الطعام بوجود الدجاج أكثر من مرة، لكن ظروفهم الصعبة تقف حائلا أمام رغبتهم، خصوصا الأطفال.
وأشارت إلى أن “شراء الدجاج هذه الأيام أصبح صعبا لارتفاع الأسعار بشكل جنوني، حيث وصل سعره إلى حوالي دينارين وأكثر قبل أسبوع، وانخفضت قليلا ثم عادت للارتفاع مجددا”، مؤكدة “أن المواطنين، وهم في غالبيتهم ممن يعتاشون على رواتبهم الشهرية، أصبحت غالبية رواتبهم سدادا للديون المتراكمة شهريا من شراء مستلزمات أخرى، وخصوصا وقود التدفئة من الكاز والغاز الذي تحرم منه أسر كثيرة”.
أما المواطن أسامة عليان من سكان مدينة الكرك، فأكد “أن ارتفاع أسعار الدجاج الحي حرم أسرا كثيرة من توفير اللحوم الرخيصة على وجباتهم اليومية، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق”، لافتا إلى “أن هذا الارتفاع يعكس حالة من الطمع والجشع لدى التجار وأغلبهم من العمالة الوافدة التي تملك المحال التجارية لبيع الدجاج الحي في النتافات، وهم يتفقون على أسعار محددة في كل منطقة ويقررون أسعارها”.
وأضاف “أن أسرة مكونة من ستة أو سبعة أفراد، وهي الأعداد السائدة في الكرك، بحاجة إلى أكثر من 20 دينارا لتوفير وجبة غداء واحدة بوجود الدجاج فقط، وليس لحوم الضأن، ما يعني أن الأسرة لديها فرصة لتوفير ثلاث أو أربع وجبات في الشهر فقط، وباقي الشهر على وجبات تخلو من اللحوم بكل أنواعها”.
وقال المواطن علي الجعارات من سكان الأغوار الجنوبية “إن سعر الدجاج الحي بلغ بالأغوار الجنوبية حوالي دينارين وعشرين قرشا في الفترة الأخيرة”، مشددا على “أن هذا السعر يعني عدم قدرة مئات من الأسر على شراء الدجاج، وهو اللحوم الوحيدة الممكنة لتوفيرها على الموائد حاليا”، ومطالبا الأجهزة الرسمية بـ”العمل على وضع أسعار ثابتة للدجاج كما كانت تفعل سابقًا في ظل عدم قدرة غالبية المواطنين على شراء الدجاج بهذه الأسعار، ما يعني عدم قدرتهم على توفير الوجبات المناسبة لأطفالهم”.
وبحسب أحد العاملين في محل بيع الدجاج الحي، وهو عامل وافد فضل عدم ذكر اسمه، فإن “بيعهم للدجاج يخضع لأسعار يحددها أصحاب المزارع والتجار، وليس للبائع أي قدرة على التدخل، وكميات البيع تراجعت كثيرا خلال الفترة الماضية بسبب ارتفاع الأسعار”.
ولفت إلى “أن هناك سببا لارتفاع الأسعار حاليا، وهو نقص كميات الدجاج الحي في المزارع لاستعداد المزارعين لتوفير كميات كافية وكبيرة في شهر رمضان المقبل”.
مديرية الصناعة والتجارة: نراقب الأسواق يوميا
من جهته، أكد مساعد مدير الصناعة والتجارة بالكرك يسار الصرايرة “أن هناك كميات كافية من لحوم الدواجن في الأسواق المحلية بالكرك، وهي متوفرة في مختلف المحال سواء الأسواق التي تبيع الدجاج الحي أو الدجاج المبرد والمجمد”، لافتا إلى “أن الأسعار للدجاج الحي في محال النتافات تتراوح في بعض المناطق بين 175 و185 قرشا للكيلوغرام الواحد، وفي مناطق أخرى أقل من هذه الأسعار”.
وأشار الصرايرة، إلى أن الأسعار انخفضت لأقل من 165 قرشا للكيلوغرام بعد أن وصلت إلى حدود دينارين للكيلوغرام، ثم عادت للارتفاع مجددًا، وتقوم أجهزة المديرية بتوجيهات من الوزارة بمراقبة الأسواق يوميا لضبط الأسعار”.
وبين “أن غالبية المواطنين بمحافظة الكرك يعتمدون بشكل كبير على شراء احتياجاتهم من الدجاج على محال الدجاج الحي (النتافات)، وهي منتشرة في مختلف المناطق”، مشيرا إلى “أن هناك توجها حاليا لدى المواطنين بشراء الدجاج المبرد والمجمد، وهو يباع بأسعار أقل من الدجاج الحي، خصوصا في العروض لدى الأسواق التجارية الكبرى بالمحافظة”