![](https://3lnar.com/wp-content/uploads/2025/02/67a60747ee4451738934087-1.jpg)
اخبار ع النار-شيّعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم، نائب قائد أركان كتائب القسام، الشهيد القائد مروان عيسى (أبو البراء)، في جنازة حاشدة انطلقت من مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وشهد التشييع مشاركة واسعة من قادة الحركة والمقاومة، إلى جانب حشود غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني الذين احتشدوا لتوديع القائد الكبير، الذي يُعد أحد أبرز العقول العسكرية في كتائب القسام.
وأكدت حركة حماس، في بيان لها، أن دماء الشهداء ستبقى وقودًا لمسيرة المقاومة، مشددة على أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو ثنيه عن مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى التحرير.
وكانت كتائب القسام قد نعت في وقت سابق القائد مروان عيسى، مؤكدة أنه ترك بصمات واضحة في تطوير العمل العسكري للمقاومة، وأن استشهاده لن يزيد القسام إلا إصرارًا على مواجهة الاحتلال والرد على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
يشار إلى أنه قبل أيام، أعلن أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب القسام استشهاد قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف، وعدد من القادة البارزين، خلال معركة «طوفان الأقصى»، بينهم مروان عيسى، نائب قائد أركان القسام.
وقال أبوعبيدة: «كيف لمروان عيسى، عقل القسام وركنه المتين، أن يموت على الفراش؟ وكيف لأبي موسى، حكيم المجاهدين والقائد الفذ، ولرائد ثابت، الجبل الشامخ، ألا يقدِّما أرواحًا رخيصة لأجل الأقصى؟».
مَن هو مروان عيسى؟
بحسب وكالة «شهاب» الفلسطينية المقربة من حركة المقاومة حماس، فإن مروان عيسى رجل الظل واليد اليمنى لمحمد الضيف، ونائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وعضو المكتب السياسي والعسكري لحركة المقاومة حماس، تم وضعهم على قائمة الاغتيالات التي حددها الاحتلال الإسرائيلي على مدار عقود.
وكان جيش الاحتلال يقول عن الشهيد إنه لطالما ظلّ على قيد الحياة فإن ما تصفه بـ«حرب الأدمغة» بينها وبين حركة حماس ستبقى متواصلة، حيث وصفته بأنه «يمكنه تحويل البلاستيك إلى معدن».
المولد والنشأة
ولد مروان عبدالكريم عيسى- الملقب أبا البراء، عام 1965 في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.
وتميّز بين أقرانه ببنيته القوية، وبرز لاعبا مميزا في كرة السلة، وكان يلقب بـ«كوماندوز فلسطين»، وكانت له صولات وجولات في الملاعب ضمن فريق «نادي خدمات البريج».
واعتقله الاحتلال عام 1987 بتهمة الانضمام لحركة حماس، والتحق بكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، وكان حينها في الـ19 من عمره.
وكان أبوالبراء في الدفعة التي شاركت في سلسلة العمليات الاستشهادية عام 1996 انتقاما لاغتيال المهندس يحيى عياش، إلى جانب عدد من البارزين في الحركة أمثال الضيف وحسن سلامة وغيرهما.
لعيسى دور محوري في الانتقال بكتائب القسام من خلايا نصف عسكرية منظمة على أساس هيكلة عسكرية، إلى كتائب ووحدات وألوية طبقا لهرم عسكري واضح.
وبقي مجهولا حتى أعلن عنه رسميا ضمن «أسماء قادة الصف الأول من كتائب القسام» في البيان الذي نشرته في سبتمبر 2005 قبل 10 أيام من الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
مسؤول عمليات المستوطنات
خلال الانسحاب الإسرائيلي من غزة نشرت القسام نشرة خاصة باسم «فجر الانتصار» فيها مقابلات مع عدد من قادة القسام، عرف فيها عن مروان عيسى أنه «مسؤول عمليات المستوطنات»، وتحدث عن طبيعة هذه العمليات التي زرع فكرتها صلاح شحادة القائد العام السابق للكتائب، وعلّق عيسى: «قررنا نقل المعركة إلى منازل المستوطنين».
دوره في «طوفان الأقصى»
في معركة «طوفان الأقصى» ظهرت استراتيجياته ومنهجيته في توجيه القوات الخاصة و«الكوماندوز» برا وبحرا، إذ اخترقت السياج الحدودي واقتحمت المستوطنات في غلاف غزة بعمق وصل إلى 40 كيلومترا، وفق ما نقلت وكالة «شهاب» الفلسطينية.
وأسهم في تطوير أسلحة الحركة ووجه الجهود فيها حتى تطورت بشكل هائل، فزاد مدى وصول الصواريخ وقدرتها التدميرية، ونقل الكتائب في مناسبات كثيرة من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم.
واهتم بتطوير الجانب العسكري عتادا وأفرادا، وامتلكت الحركة طائرات مسيرة وشكلت قوات نخبة وحفرت أنفاقا هجومية، كما شكلت وحدة كوماندوز بحري نفذت عدة هجمات على الساحل في عسقلان وكبدت إسرائيل خسائر كبيرة.