![](https://3lnar.com/wp-content/uploads/2025/02/ي5454545454545454545454545454545454545454545454545454545454545454545454545454545454.jpg)
اخبار ع النار-ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد كهرباء وغاز من إيران، وهو القرار الذي كان متوقعاً، لا سيما مع توجهات ترامب الجديدة التي تسعى إلى ما تسميه المزيدٍ من الضغط على إيران، لكن ثمة مشكلة كبيرة مرتقبة يتوقعها مراقبون. وتضمنت المذكرة التي وقعها ترامب، بهدف ممارسة أقصى الضغوط ضد إيران، “اتخاذ خطوات فورية، بالتنسيق مع وزير الخزانة والوكالات الأخرى ذات الصلة، لضمان عدم استخدام النظام المالي العراقي من قبل إيران للتهرب من العقوبات أو التحايل عليها، وعدم استخدام دول الخليج نقاط شحن للتهرب من العقوبات”.
ونصت الفقرات في المذكرة، على “مراجعة أي ترخيص عام أو سؤال متكرر وأي إرشادات أخرى توفر لإيران أو أي من وكلائها الإرهابيين، أو أي درجة من الإغاثة الاقتصادية أو المالية بغرض تعديلها أو إلغائها، وتعديل أو إلغاء الإعفاءات من العقوبات، وخاصة تلك التي توفر لإيران أي درجة من الإغاثة الاقتصادية، أو المالية، بما في ذلك تلك المتعلقة بمشروع ميناء تشابهار الإيراني”.
كما تضمنت “تنفيذ حملة قوية ومتواصلة، بالتنسيق مع وزير الخزانة وغيره من الإدارات أو الوكالات التنفيذية ذات الصلة (الوكالات)، لدفع صادرات إيران من النفط إلى الصفر، بما في ذلك صادرات النفط الخام الإيراني إلى جمهورية الصين الشعبية، واتخاذ خطوات فورية، بالتنسيق مع وزير الخزانة وغيره من الوكالات ذات الصلة، لضمان عدم استخدام إيران للنظام المالي العراقي للتهرب من العقوبات أو التحايل عليها، وعدم استخدام دول الخليج نقطة شحن للتهرب من العقوبات”.
ويعتمد العراق على سلسلة طويلة من الإعفاءات الأميركية المتعلقة بالتعامل مع إيران، حيث تمنح واشنطن العراق إعفاءات لاستيراد الغاز من إيران لتشغيل محطات كهرباء بواقع 90 يوما أو 120 يوما، لكن القرار الجديد للرئيس الأميركي، يعني إيقاف منح مثل هذه الإعفاءات الخاصة. والشهر الماضي، أعلنت وزارة كهرباء العراق، أنها وضعت خططاً بديلة لسد النقص في الغاز الإيراني، مشيرة إلى أن اتفاقية توريد الغاز التركمانستاني ستغطي 50% من حاجة محطات إنتاج الكهرباء، لكن يبقى الاتفاق الجديد مهددا أيضا بسبب ارتباطه بإيران، حيث يمر الغاز عبر الانابيب الإيرانية قبل دخوله العراق.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى قوله، إن “الوزارة لديها اتفاقية مع دولة تركمانستان لتوريد الغاز، ونعمل بشكل مكثف مع مصرف التجارة العراقي لضمان استكمال الإجراءات المالية المتعلقة بفتح الاعتمادات وتحويل الأموال إلى الجانب التركمانستاني”. وأضاف أنه “بمجرد استلامهم المبالغ، سننتظر بدء ضخ الغاز لسد نحو 50% من حاجة محطات كهرباء تعتمد على الغاز”. وخلال الأشهر الماضية، فقد العراق أكثر من 5500 ميغاواط نتيجة توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل، ولم تتمكن الحكومة العراقية من تعويض هذا النقص، ما أدى إلى انخفاض ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية في معظم مدن البلاد.
ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية. والعام الماضي، أكد وزير النفط الإيراني جواد أوجي تمديد صادرات غاز بلاده إلى العراق لخمس سنوات مقبلة، بعد أن تأخر وصول الغاز أكثر من شهرين، بسبب “صيانة أنابيب نقل الغاز”، ما أدى إلى تقليص صادرات إيران من الغاز إلى العراق. ولم تعلق وزارة الكهرباء لغاية الآن، بشأن قرار الإدارة الأميركية بشأن إيقاف إعفاء العراق لاستيراد الغاز الإيراني، لكن مصادر من الوزارة قالت ، إن “الوزارة كانت تتوقع وتشعر بأن هذا القرار سيصدر، لذلك فكرت في الاستيراد من تركمانستان، إلا أن الإدارة الأميركية لا تريد للغاز المستورد للعراق أن يمر بإيران، أي أن أميركا لا تريد إيران أن تكون محطة عبور الغاز المستورد للعراق”.
وأضافت المصادر، أن “المسؤولين في الوزارة، سيجتمعون خلال الأيام المقبلة، مع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وقد تصدر قرارات في اتجاهين، الأول بدء تفعيل قطاع الغاز المصاحب في العراق، والثاني التوجه نحو دول الخليج العربي لتأمين الغاز والتأكيد على الإسراع بخطوط نقل الطاقة الكهربائية مع دولة الجوار، عدا إيران”.من جهته، أشار الباحث في الشأن العراقي عبد الله الركابي، إلى أن “وفود أميركية زارت أكثر من شخصية عراقية مهمة وفاعلة داخل ائتلاف إدارة الدولة خلال الفترة الماضية، ونقلت الرسالة الأميركية الخاصة بمنع استيراد الغاز الإيراني في المستقبل، لكن الشخصيات السياسية العراقية لم تعر أهمية لهذه الرسالة، وحالياً صاروا في موقف صعب”، موضحاً، أن “الصيف قادم، وأن اليأس الشعبي في أوجه من الطغمة الحاكمة حالياً، وقد تتفجر التظاهرات الشعبية في أي وقت”. وواجه العراق أزمات كبيرة بتوفير الطاقة الكهربائية، بسبب عدم التزام الجانب الإيراني بتصدير كميات الغاز المتعاقد عليها مع العراق، لتشغيل محطاته الكهربائية، إذ جرى قطع كميات الغاز أو تقليل كمياتها المصدرة للعراق مرات عدة في الصيف الماضي، ما أحرج الحكومة العراقية بتوفير الطاقة، وتسبب بموجة تظاهرات وغضب شعبي في عدد من المحافظات.