لَسنَا ألدولة الأضعف !!
يَعتقِدُ البعض أنّ الدولة الأردنية في هذهِ ألأيام ونتيجة لِما تَمر بهِ المنطقة مِنْ تحولات عَلى إثر أحداث السابع مِنْ اكتوبر وما تلاها مِنْ تدمير ممنهج لقطاع غزّة وما حَدَثَ لحزب الله في لبنان والتطورات في الضفة الغربية والتحولات في سوريا وفوز الرئيس الامريكي ترامب والقرارات التي إتخذها بَعدَ إستلامه الحُكم وتصريحاته المثيرة للاشمئزاز بخصوص الحلول للقضية الفلسطينية والسعي الى تهجير الشعب الفلسطيني !! .
وبدأ الجميع بسأل ماذا نحنُ فاعلون ؟ وبعيدًا عَنْ الكلام العاطفي مِنْ مهاجمة امريكا والشتم والتحقير على مبدأ ” أشبعتهم شتمًا وفازوا بالإبل ” !! ، وحَتّى يكون لكلامنا معنى وتأثير فلا بُدّ لنا مِنْ الاعتراف بالواقع وإيجاد الحلول بَعدَ ذلك !! .
الأردن دولة فقيرة وفيها بعض مِنْ سوء الإدارة ونتصرف على المستوى الحكومي والشعبي وكأننا دولة غنية تعوم على بحرٍ مِنْ الثروات !! وهَذا بعكسِ الواقع وهذا الأمر يُمكن معالجتهِ بتجرد مِنْ خلال ثلاث مستويات :
المستوى الأول : القيادة الهاشمية …
على القيادة الهاشمية أن تكون على قناعة تامة أنّ الشعب الأردني لا يرضى عَنها بديلًا وأنّ الشعب يثق بهذهِ القيادة وَنتيجةً لهذهِ القناعة والثقة يجب على القيادة أن تُبادل هذا الشعب ذات الثقةِ وذات القناعة ، ويجب على هذهِ القيادة أن تتصرف بحدود الإمكانيات ألتي تمتلكها ألدولة الأردنية ، وأن تسعى إلى الاستماع الى جميع المواطنين بذات المستوى بعيدًا عَنْ أصحاب الأصوات العالية والمُقَرّبة التي تُزين الأمور على غيرِ حقيقتها !! ويجب أنْ تكون الحقيقة واضحة أنّ الجهود التي يبذلها جلالة الملك هِيَ جهود يُدركها الشعب الأردني وَيُقدّرها وَهذهِ بالنسبة لنا مُسلمات لا نقاش فيها وأنّ مَنْ يحاول تصوير الأمر على خلاف ذلك نحنُ مَنْ سيتصدى لَهُ .. صحيح أنّ البعض قَدْ يتعامى عَنْ ذلكَ ولكنهُ واحدٌ مِنْ أربعة : الاول يدري ويدري أنه يدري وهذا عالمٌ علينا إتباعه والثاني يَدري ولا يدري أنّهُ يدري فهذا نائم يجب إيقاظه والثالث لا يدري ويدري أنّهُ لا يدري فهذا باحث عَنْ الحقيقة فعلينا إرشاده والأخير لا يدري أنّهُ لا يدري فذلك جاهل دعونا مِنهُ .
المستوى الثاني : الحكومة الأردنية …
يجب على الحكومة أنْ تعمل بجدٍ على محاربة الفساد والابتعاد عَنْ التصرف وكأنها تملك خزائن الأرض ويكون ذلك بداية بتخفيض الرواتب وأن تضع حدًا أعلى لأي راتب يتقاضاه أي شخص بحيث لا يتجاوز الثلاثة آلاف دينار مهما كانَ العمل الذي يؤديهِ هذا الشخص!! وأن يتمّ إعادة النظر في كيفية تنفيذ المشاريع دون مبالغة فما نراهُ أنّ المشروع الذي تكلفته عِندَ المواطن العادي لا يتجاوز على سبيل المثال المليون دينار يتمّ تنفيذه عَنْ طريق الحكومة بما يتجاوز المليوني دينار !! ويجب على الحكومة أن تسعى للمساواة بين المواطنين في الفرص بعيدًا عَنْ المحسوبية والفئوية !! ويجب على الحكومة تحقيق السرعة في الإنجاز وتسهيل المعاملات والابتعاد عَنْ البيروقراطية !! ويجب على الحكومة السعي وتعديل القوانين لتخفيض عَدد الوزراء والنواب والاعيان ومجالس المحافظات والبلديات وأمانة عمّان فالكَثرة تؤدي إلى الازدحام والازدحام يُعيق الحركة !! .
الاردن يَمُرّ بأزمة وكمَا يقول المثل ” صَبرك على نفسكَ ولا صبر الناس عليك ” !! قَدْ تكون المقترحات كثيرة لا يتّسع مقال لها والأفكار كثيرة بإمكان الحكومة الاستعانة بِها .
المستوى الثالث : الشعب …
وَهوَ المستوى الأهم والأخطر!! لأننا نحنُ الشعب بحاجة إلى تهذيب وتشذيب سلوكياتنا ويجب أنْ تكون لدينا القدرة على إعادة ضبط سلوكنا!! وأول الأمور وأهمها الابتعاد عَنْ كُلّ ما يثير الانقسام والفرقة بين مكونات الشعب الأردني .. ويجب إعادة تكييف أنفسنا فيما يتعلق بالنفقات والمصاريف ألتي لا لزوم لها !! ويجب علينا الإيمان بقدرة القيادة الهاشمية والحكومة الأردنية على إدارة الملفات السياسية بعيدًا عن التشكيك والتخوين !! يجب علينا الإيمان بقدرة الوطن على إجتياز المحن وأنهُ لا فضل لمواطن على آخر إلّا بمقدار خدمة هذا الوطن .
الأردن يستحق مِنّا الكثير وواجبه علينا أكثر .. أخذنا مِنهُ الكثير وحانَ الوقت لنرد لَهُ الديْن !! .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة