الأردن عبر العصور

بقلم: أ.منصور البواريد.

في خضم المجريات والأحداث التي حدثت والتي ستحدث والتي سوف تحدث في الشرق الأوسط، كان وما زال وسيبقى الأردن العظيم وملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني _ حفظه الله ورعاه _، والجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية والشعب الأردني الأصيل مواقفهم ثابتة تجاه الأمة العربية في الدفاع عن البلاد العربية والإسلامية والوقوف معهم في عز انهيارهم ومحنتهم، والأمثلة والأدلة خير برهان على ذلك، من فلسطين للعراق لسوريا للبنان وليبيا واليمن وأيضًا مصر، فالأردن عبر العصور والأزمان كان يضغط على نفسه بما أوتي من قوة لضم الشعب العربي تحت أكنافهِ والدفاع عنهم معنويًا وماديًا وعسكريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا، فهذهِ من عادات العرب الكرام، وليس غريبًا على نسل الأطهار ونسل رسولنا الكريم، أبي الحسين المعظم، وأبناء الوطن رمزٌ للشهامة والرجولة والكرامة، فهم يعطون الدروس في الشهامة والرجولة والكرامة.

منذ اليوم السابع من أكتوبر عام 2023م وما تلاه من مجريات إلى يومنا هذا في غزة، كانت المملكة الأردنية الهاشمية موقفها السياسي واضحًا وناصعًا تجاه غزة، كما كان موقفها السياسي تجاه الكيان الغاشم واضح، وكانت ترفض الأردن الأهداف الإسرائيلية بكل شفايفة ووضوح.

من “مملكة الأنباط” ومليكها “عبادة الأول” عندما أنتصر على اليهود في معركة “جدار”، مرورًا “بمملكة مؤاب” ومليكها “ميشع” عندما نقض العهود مع اليهود في فلسطين وأنتصر عليهم، وأذاقهم العلقم آنذاك، إلى معركة “الكرامة” في عهد جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال _ طيب الله ثراه _، فكان النصر للمملكة الأردنية الهاشمية، عندما أستسلم الجيش “الذي لا يقهر” آنذاك وطلب من جلالة الملك المغفور له الملك الحسين بن طلال _ طيب الله ثراه _ والجيش العربي الأردني، بوقف إطلاق النار، وكان وإلى الآن وصمة وبصمة عار بالنسبة لهم، وفخر واعتزاز لنا.

وفي عهد جلالة الملك عبد الله الثاني _ حفظه الله ورعاه _ خاضت المملكة الأردنية الهاشمية حروبًا باردةً في شمال المملكة وجنوبيها، ومن خلال الأحداث التي جرت والقائمة إلى الآن استطاع جلالة الملك عبد الله الثاني _ حفظه الله ورعاه _، بالسيطرة على الأوضاع وفرض الأمن في بلادِهِ بحنكتهِ كأبيهِ، والخروج من الأزمات بكل سلاسة ودهاء وفكر، وبإدراك ومعرفة الشعب الأردني لظروف المحيطة به.

وكانت الأردن السّباقة كعادتها، بكسر الحصار على غزة هاشم وأدخلوا المساعدات لهم، كما أرسلت المملكة الأردنية الهاشمية أطباءها وطواقمها إلى مستشفياتها الميدانية في غزة، فالجهود الملكية بحد ذاتها فخر واعتزاز، وأيضًا السياسية والدبلومسية، فالمساعدات وبذل الجهود كانت تحمل في طياتها الفعل الأنساني الشريف تجاه القضية الفلسطينية، والعمل على تحقيق ونشر السلام.

فالأردن لا يحتاج من أحدهم ولا ينتظر منهم الشكر والثناء، نعرف ما قدمنا وما فعلنا تجاه إخواننا في غزة، ونبارك لأهلنا في غزة هاشم وقف إطلاق النار، ورحم الله شهادئكم وأعانكم الله على مصابكم الذي هو مصابنا أيضًا، وفرج الله همكم.

حمى الله الأردن قيادةً وشعبًا وجيشًا.

إقرأ الخبر السابق

إحالة صندوق نهاية الخدمة في المهندسين الزراعيين إلى القضاء

اقرأ الخبر التالي

بـ4 رحلات اسبوعياً..الملكية الأردنية تستأنف رحلاتـها إلى دمشق

الأكثر شهرة