نشرت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، تقريراً تقول فيه إن عديداً من الفلسطينيين في غزة يقولون إن كل ما تحصل عليه العائلات هو قطعتا بسكويت وعلبة فول، هذا إذا حصلوا عليهما من الأساس، لافتة إلى أن الهجوم الإسرائيلي بالقطاع يخلق عوائق هائلة أمام التوزيع.
تقرير الصحيفة سلط الضوء على أداة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، التي قالت في الأسبوع الماضي إن سكان غزة بالكامل يعانون من “مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد”، مما يمثل أعلى نسبة سكانية تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد سُجلت عن طريق أداة التصنيف هذه على الإطلاق، مؤكداً أن خطر المجاعة يزداد يوماً بعد يوم في غزة
عوائق هائلة أمام توزيع المساعدات
في يوم الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول، أيد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً يطالب بزيادة كبيرة في دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أبلغ الصحفيين أن “المشكلة الحقيقية تتمثل في أن الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل هجومها تخلق عوائق هائلة أمام توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة”.
كذلك قال برنامج الغذاء العالمي إن الصعوبة تتزايد في ما يتعلق بالوصول إلى الأشخاص بسبب شدة القتال، حيث يصير الغذاء شحيحاً وباهظ الثمن، فضلاً عن صعوبة العثور على وقود الطهي. أفاد التحديث الأخير للأمن الغذائي ببرنامج الغذاء العالمي بأن الموقف هو الأسوأ في شمال غزة، حيث يقضي 90% من الشعب يوماً كاملاً بليلته بدون تناول أي طعام.
وعلى أثر ذلك، استخدم كثيرون من سكان غزة مواقع التواصل الاجتماعي للتنفيس عن إحباطهم بسبب نقص الإمدادات والأسعار المرتفعة، التي يقولون إنها تصير أسوأ منذ نهاية هدنة مؤقتة توقف بموجبها القتال في شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
إذ قال رجل في فيديو نشرته شبكة الجزيرة، بينما كان يمسك علبة فول وعبوة بسكويت صغيرة: “بعد 70 يوماً من الحرب على قطاع غزة، أخيراً دخلت المساعدات إلى قطاع غزة… نحن أسرة من 8 أفراد، هاتان الاثنتان (فقط)؟!”.
فيما نشرت مايا الخضر، فيديو على تطبيق سناب شات تعرض فيه علبة جبن وثماني قطع بسكويت بالتمر مغلفة تغليفاً منفصلاً، وقالت إن عائلتها حصلت عليها في رفح جنوب غزة، التي فر إليها عشرات الآلاف من الأشخاص في الأسبوعين الماضيين.
وقالت: “هذه وجبتي لليوم كله: الإفطار، والغداء والعشاء. التوزيعات تكون أحياناً علبتي فول ليوم واحد، وفي بعض الأيام لا يكون هناك أي شيء، وفي أيام أخيرة تكون علبتي تونة. وفي أيام كثيرة، تكون مجرد قطع بسكويت لعديد من الأشخاص”.
وفي حين أن هذين الشخصين اللذين حصلا على المساعدات الغذائية اشتكيا من الكميات، قال آخرون إنهم لم يحصلوا على شيء من الأساس.
إذ قالت دينا صافي، التي نزحت أسرتها من مخيم النصيرات وسط غزة، الذي صار معزولاً بسبب العمليات الإسرائيلية المكثفة: “الأمر سيئ للغاية على مستوى إنساني. ليس لدينا قمح لنحضر الخبز، وليس لدينا أرز، وليس لدينا طعام في الأسواق”.
في غضون ذلك، قال متحدث باسم برنامج الغذاء العالمي إن المنظمة تستمر في توصيل المساعدات، ولكن “ليس هناك ببساطة غذاء كافٍ”.
وقالت الأمم المتحدة إنها أوصلت إلى 760 ألف شخص “بسكويتاً مدعماً بالعناصر الغذائية، أو طروداً غذائية، أو دقيق قمح” خلال الأسبوعين الماضيين.
مسؤولو المنظمة أوضحوا: “في وجود مجرد فتات من الإمدادات الغذائية الضرورية التي تصل، وفي ظل شح الوقود، وانقطاعات الاتصالات وانعدام الأمن، لا نستطيع أن نؤدّي عملنا”.
وأضافوا: “يأخذ برنامج الغذاء العالمي مسألة البيع غير المصرح به للمساعدات الغذائية الإنسانية على محل جديّ للغاية، ويلتزم بضمان أن تصل (المساعدات) إلى الأشخاص الأشد ضعفاً الذين يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة”.