للأردنيين فقط …

للأردنيين فقط …
قالَ الباحثُ وعضو مركز ديان في جامعةِ تل أبيب يشوع مئيري ” أنّ الرئيس الامريكي المُنتَخَب دونالد ترامب ذَكَر في آخر مُحادثة لَهُ مع رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو أنّهُ مِنْ الضروري الاستعداد لإحتمالِ إضطرار إسرائيل لغزوِ الأردن في حالةِ وقوع إنقلاب إسلامي ” إنتهى الإقتباس ، وإذا كانَ رجال الحكومة الأردنية قَدْ سَكتوا على هذا الكلام لِسَببٍ أو لآخر فإنني كمواطن أردني لَمْ أستَطع النومَ على الضَيم جَرّاءَ هذا الكلام .. وَبعيداً عَنْ الدبلوماسية والكلام المُنَمقّ حَمّال الأوجه أقول للرئيس الامريكي ولرئيس دولة الاحتلال وبعيدًا عَنْ الكلام الذي لا يُقدّم ولا يؤخر في هذا العالم المتوحش بِفضلِ سياساتكم أولًا وَضُعف العالم العربي بِكُلّ دُولِهِ ودويلاتهِ ثانيًا أنّ الأردنيين في علاقاتِهم مَعَ قيادتهم الهاشمية لَمْ تَكُن يومًا نتيجة خوف أو عبودية ، وَلَم تَكُن نتيجة ترغيب أو ترهيب ، بل هِيَ علاقة الأحرار بالأحرار وهيَ علاقة قامت على ثِقة ما بين قيادة إرتضاها ألشعب الأردني عَنْ قناعة وإدراك لا عَنْ ذُلّ وخنوع ، هِيَ علاقة قامت على قناعة ورِضى ما بينَ الحاكم والمحكوم بأنهم طَرفيْ مُعادلة تقوم على إيمان الطرفين بأنهم نُواة الوحدة العربية ألتي نؤمن بأنها ستتحقق ذات يوم .
إحتلال الأردن هُوَ مَطمَعكم قديمًا وحديثًا ومُستقبلاً وَهوَ لَيسَ بجديدٍ عَليكم !! .
تاريخنا وتاريخكم شاهدٌ على ما أقول .. منذُ بدايات الثورة العربية وأطماعكم معروفة !! مرورًا بحرب 1948 وحرب 1967 وحرب الكرامة 1968 وجميع الفِتن التي حاولتم إثارتها والضغوط التي مارستموها !! .
لَنْ أقول أنّ الأردن ليسَ كالآخرين فَهذهِ قَدْ تُثير السُخرية عِندكما !! فأنتُما قَدْ إعتدتُما على مِثلِ هذهِ العبارات !! وَلكن عودا للتأريخ .. عودا إلى كلمات المغفور له بإذن الله الملك الحسين عِندما خاطب بواسل الجيش الأردني في معركة الكرامة حينَ قال ” قاتلوهم بأيديكم .. بأظافركُم .. إخرجوا اليهم مِنْ كُلّ جبلٍ ووادي .. ” ورأيتم الجيش الأردني والشعب الأردني وكيف يكون القتال !! تذكروا فراس العجلوني وموفق السلطي وخالد هجهوج المجالي .. تذكروا ذلك الضابط الأردني الذي لَمْ يجد أفضل مِنْ موقعهِ لتحديد أحداثيات القوات الغازية ويسقط بعدها شهيدًا !! .
القيادة الأردنية لَمْ تخشى يومًا إنقلاباً أو ثورة .. وإنْ حَدَثَ يومًا مثلُ ذلك فتذكروا مواقف الحسين رحمه الله عِندما سَوّلت أنفس بعض الضباط للاحتجاج وليسَ للانقلاب كيف واجههم الحسين رحمه الله بصدرٍ مكشوف وكيف تحولّ هولاء الضباط إلى الهتاف بإسمهِ وحياتهِ !! .
قولوا ما شئتم .. وخططوا كَيفَ ما شئتم !! ولكن إقرأوا التاريخ جيدًا .. إقرأوا الثلاثية الأردنية جيدًا ” الله .. الوطن .. الملك ” لا عَنْ خوف أو رهبة أو تَملُق أو تَزلُف بَل كلام الحُرّ للحُر وكلام السيد للسيد والأصيل للأصيل .. .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة

إقرأ الخبر السابق

جلسة نقاشية حول العدالة الانتقالية في سوريا في ضوء القانون الدولية: سؤال العدالة والمساءلة

اقرأ الخبر التالي

بني مصطفى: 18 مليون دينار زيادة على موازنة صندوق المعونة الوطنية

الأكثر شهرة