بقلم: د. حازم قشوع
بدعوة حكيمه بالتوقيت والمضمون، بادرت الدبلوماسية الأردنية لعقد اجتماع عربي دولي من أجل سوريا آمنة موحدة مستقرة، تتضمن الدول ذات التأثير المباشر على المستوى الدولى أمريكا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، وعلى المستوى الإقليمي تركيا بمشاركة وزراء الخارجية في منظومة المشرق العربي، وهو ما جعل من هذه الدعوة العربيه الدوليه تكون الأولى التي تعقد من اجل سوريا، بعد انتقال السلطة فى سوريه وخروج النظام السابق وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة البشير بدعم من زعيم سوريه الجديد احمد الشرع.
اجتماع العقبة الذي ينعقد من أجل الحفاظ على مناخات الامن والاستقرار في سورية، ومن أجل تمكين الشعب السورى من حياة معيشية مستقرة وآمنة، ومن أجل إيجاد حالة سياسية يشارك فيها الجميع بصياغة الدستور الجديد للبلاد، بهدف الانتقال بسوريا من حوار الميادين القائم على العنف الى ذلك الحوار السياسي المفضي لجملة بيان سلمية جامعة، تسهم في نهاية المطاف من تجفيف منابع الفرقة فى ربوع سورية، وتعزز من حوامل بقاء الدولة السورية موحدة بسيادتها ومكانتها ليشارك الجميع في بنائها، ويسهم كل أبنائها في صياغة أرضية مشتركة قائمة على المواطنة التشاركية التي من شأنها بيان مشاركة كل القوى والفصائل السورية ليكون الجميع معول وحده وليسوا معاول فرقة فى إطار وحدتها.
وهذا ما يتطلب وضع برنامج عمل لتحويل هذه القوى المشكلة الفسيفساء السورية، الى احزاب سياسية تقوم على التعددية السلمية تنبذ العنف وتبتعد عن لغة التقاسم والاقتسام، وتعمل ضمن الإطار السياسي المبين بالمرجعيات الدستورية، وهذا ما بحاجة إلى دعائم عربيه واقليميه ودوليه حرص الأردن على بيانها عبر هذا الاجتماع، لتؤكد بمنهجيه عمل واضحة جمله بيان عريضة تقول ” لن نترك سوريا وحدها” تواجه تحديات الأمن والاستقرار والوحدة والأعمار، وهو ما أراد بيانه الملك عبدالله بجملة عمل عبر توجيه الدعوة لعقد هذا الاجتماع الأول بعد استلام القياده الجديده لسوريا مقاليد السلطة.
إن العمل على إبقاء سورية موحدة يعتبر عامل مهم ان لم يكن الأهم ليس فقط لسوريا فحسب بل للمنطقه جمعاء، لكون وحده سوريه تعنى ردع مخططات التقسيم للمنطقة والتصدي لمحاولات اعادة تشكيل جغرافيا سياسية للمنطقة، كما انها لتضع حد حاسم لمحاولات التدخل بالشأن السوري بهدف تقسيم سوريا الى أجزاء تقوم على الديموغرافيا المذهبية او العرقية، وهذا ما أراد الاردن بيانه بالجملة السياسية التي أنشدتها بدبلوماسية اليقظة عبر اجتماع العقبة.
والأردن الذى يعتبر أحد أهم المراكز الرئيسية في إعمار سوريا، يعتبر ايضا المركز الرئيسي لضمان وحدتها وحفظ مستقرها بالحفاظ على أمن المنطقة، لتبقى مناخاتها امنه باعتباره المركز الرئيسي للناتو في المنطقة، كما يعتبر الأردن الشقيق الجار لسوريا والذي يعتبر أمن سوريا ركيزة أساسية فى حفظ أمن المنطقة، وأن مسألة الحفاظ على مناخات واستقرار المنطقة يتطلب مساهمة الجميع بوحدة سورية، وهذا ما يجعل الاردن يشكل المركز الحيوي لأمن سوريا والعنوان الرئيس لاعمارها، عبر هذا الاجتماع العربي الدولي الذي ينعقد تحت عنوان وحدة سورية عنوان للأمن الإقليمي.