أخبار ع النار- في العاشر من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهي فرصة للتأكيد على القيم الأساسية التي تضمن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللون أو الانتماء.
لكن في ظل هذا اليوم، يقف الضمير العالمي شاهداً على حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في لبنان وسوريا نتيجة ممارسات الكيان الصهيوني، والتي تشمل الاحتلال، التهجير القسري، القتل العشوائي، والاستيطان غير القانوني، وانتهاك سيادات الدول، هذه الانتهاكات اليومية تمثل تحديًا صارخًا لكل المواثيق والعهود الدولية التي تحمي حقوق الإنسان، وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
إن المأساة تتفاقم أكثر مع صمت الدول التي تدّعي حماية حقوق الإنسان، حيث يبدو أن المعايير الدولية باتت مزدوجة عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعوب العربية. هذا الصمت والتخاذل الدولي يشكل غطاءً لهذه الانتهاكات، مما يُفقد القوانين الدولية مصداقيتها ويُعمّق من شعور الشعوب بالظلم والإقصاء.
في هذا اليوم، ندعو المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية، والمنظمات الإنسانية، للقيام بدورها الحقيقي في الوقوف مع الشعوب المظلومة، وإدانة الانتهاكات دون ازدواجية، واتخاذ خطوات حقيقية تضمن العدالة والمساءلة. كما ندعو شعوب العالم أجمع للتضامن مع الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين الذين يتعرضون يومياً للظلم، ولإعلاء أصواتهم في وجه الاحتلال.
إن الاحتفال بهذا اليوم لا يمكن أن يكون حقيقياً ما لم تتحقق العدالة، وما لم تُحترم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بحرية وكرامة. فحقوق الإنسان لا تتجزأ، والسلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بإزالة الظلم والاحتلال، وإعادة الحقوق لأصحابها.