أخبار ع النار- طالب مركز حماية وحرية الصحفيين مناسبة يوم حقوق الإنسان 2024، الذي يُعلي شعار “حقوقنا مستقبلنا، فورا” بضرورة تحرك أممي فوري لوقف المذبحة التي تُرتكب في غزة، وملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم، ومنع إفلاتهم من العقاب.
وأكد مركز حماية وحرية الصحفيين أن المجتمع الدولي سقط في اختبار حماية حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن أكثر من عام على حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة أظهرت المعايير المزدوجة، والتطبيق الانتقائي لمبادئ حقوق الإنسان، وتقديم المصالح على المبادئ.
وقال “حماية الصحفيين” إن مؤسسات المجتمع المدني تمر بأسوأ ظروفها بعد أن وقفت الأمم المتحدة متفرجة إزاء جرائم الحرب التي تُرتكب على مرأى الجميع في غزة، متسائلا من يثق الآن بمنظومة حقوق الإنسان بعد اليوم؟، وكيف يمكن إقناع المجتمع أن حقوق الإنسان شُرعت لحمايتهم، وأن المعاهدات والاتفاقيات الحقوقية وضعت للدفاع عنهم، وليست انتقائية، ويحكم تطبيقها معايير مزدوجة؟
ونوه “حماية الصحفيين” أن صمت العالم عن حرب الإبادة في غزة، بل وتواطئ بعض الدول ومساندتها للعدوان الإسرائيلي شجع العديد من الدول على التنصل من التزاماتها الحقوقية، وزاد من اعتقادها أن ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان يمكن أن يمر دون مساءلة، وعقاب.
وبين مركز حماية وحرية الصحفيين أن عام 2024 أسوأ فترة في التاريخ تمر على الصحفيين والصحفيات، فلقد قتلت إسرائيل في غزة ما يزيد عن 190 صحفيا وصحفيا، بالإضافة إلى إصابة 362 صحفيا وصحفية، وتدمير 88 مؤسسة إعلامية في قطاع غزة.
ونبه “حماية الصحفيين” أن الإعلام في العالم العربي يواجه تحديات عديدة أهمها وأبرزها؛ تراجع مساحات الحريات، واستمرار التضييق على عمل الصحافة واستقلاليتها، وتجفيف الموارد المالية لها، والسعي الحثيث للسيطرة عليها بطرق، وآليات مختلفة.
وقال مركز حماية وحرية الصحفيين إن الانتهاكات الجسيمة ما زالت شائعة في بعض الدول، ومنها؛ الحبس، والتوقيف، إضافة لاعتداءات جسدية، مشيرا إلى تفشي الانتهاكات غير الجسيمة، مثل؛ الرقابة المسبقة، وحجب المعلومات، ومنع التغطية الصحفية.
وأضاف “الصحافة المحترفة تواجه تحديات أخرى غير استهداف السلطة التنفيذية، وفي مقدمتها نزوح الناس إلى منصات التواصل الاجتماعي، وتراجع الاحتراف المهني، وانتشار المعلومات المضللة والكاذبة.
ودعا “حماية الصحفيين” دول العالم للتضافر من أجل حماية الصحافة التي تتعرض للخطر لأنها تُسهم في نقل الحقيقة، والمعرفة، وتدعم المشاركة السياسية للمجتمع، وتُدافع عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان.
وأكد “حماية الصحفيين” في ختام بيانه بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان “رغم كل الانتهاكات الحقوقية التي تُرتكب في العالم، ورغم إهدار الكثير من الحكومات لمبادئ حقوق الإنسان، فإن على كل المدافعين والمدافعات التمسك بحقوق الإنسان، والدفاع عنها؛ فهي ستظل مصلحة وطنية، وإنسانية”.