اخبار ع النار-تداول ناشطون على مواقع التواصل صورا صادمة لعشرات الجثث عثر عليها في مستشفى حرستا بريف دمشق أمس الاثنين قالوا إنها تعود لسجناء من سجن صيدنايا سيئ الصيت أعدمهم النظام قبل سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ومن بين الجثث التي ظهر عليها آثار تعذيب، قال الناشطون إنه تم التعرف على جثة الناشط السوري المعارض مازن حمادة الذي اعتقله النظام مع بداية الثورة عام 2011 عدة مرات قبل أن يطلق سراحه بعد سنوات من الاعتقال والتعذيب ليتوجه إلى أوروبا ويحصل على اللجوء في هولندا، وعاد إلى سوريا مجددا منذ 4 أعوام ليجدد النظام اعتقاله قبل العثور على جثته أمس.
حمادة المنحدر من محافظة دير الزور شرق سوريا وكان يعمل في شركة نفط أجنبية قبل اعتقاله عام 2011، اشتهر بعد تقديم شهادته أمام عدسات وسائل إعلام وكذلك في أفلام وثائقية ومؤتمرات عن المعتقلين والمختفين قسريا في سجون الأسد شرح فيها ظروف الاعتقال والتعذيب الوحشية والمسالخ البشرية الموجودة في سجون الأسد، كما كان مساهماً في إجراءات دولية لمحاكمة نظام الأسد.
وأمضى حمادة ما يقارب 3 سنوات في سجون الأسد، وبعد إطلاق سراحه عام 2014، قدم شهادته التفصيلية في أنحاء العالم على التعذيب الذي تعرض له في سوريا قبل أن يستقل الطائرة فجأة عام 2020 عائدا إلى دمشق حيث اختفى فور وصوله إلى المطار.
وبعد تقديم شهادته الشهيرة أطلق ناشطون عليه لقب “الميت المتكلم” وأعادوا ذلك، لأنه نجا من الموت الذي يهدد أي معتقل في سجون الأسد، وكذلك لتعابير وجهه الجامدة والحزينة والآثار النفسية التي خلفها فيه التعذيب في سجون النظام.
وتقول الصحفية ورد نجار تعليقا على العثور على جثة مازن حمادة “قتلوا مازن حمادة عدة مرات.. مات قلبه وعقله وشعوره كل على حدة.. والآن بعد سقوط الطاغية وجلاديه، انتشرت صورة جثة مازن فأدركنا أنه مات جسداً ولكن لم ولن تموت ذكراه فينا بل وحتى سنخلّدها للأجيال القادمة”.
في حين شارك عدد من المغردين مقاطع فيديو سابقة ظهر فيها حمادة وهو يدلي بشهادته بخصوص ما تعرض له في سجون النظام وموقفه من سجانيه فأجاب “أن الله سيحاسبهم لكنه سيحرص على جلبهم إلى المحاكم لو كلفه الأمر حياته”.
وتبقى قصة قرار عودة حمادة إلى سوريا مجددا بعد ما تعرض له من تعذيب في سجون الأسد لغزا لم يقدم أي من المقربين له حتى اليوم إجابة شافية عنه، فبينما يقول بعضهم إنه عاد إلى سوريا لزيارة عائلته بعد حصوله على “الأمان” وتطمينات من نظام الأسد بأنه لن يمسه، أشار البعض إلى أنه كان يعاني من حالة اكتئاب حادة عند اتخاذه القرار وهذا ما ظهر في مقاطع فيديو وأكثر من بث مباشر ظهر فيها قبل عودته إلى سوريا.
ولم يتسن التأكد من صحة الصور التي قيل إنها عائدة لجثة حمادة من مصدر مستقل.