أخبار ع النار- علاء عواد
تقف سوريا اليوم عند مفترق حاسم في تاريخها؛ إذ تُوَاجه مرحلة مصيرية تتراوح بين احتمالات قيام دولة قادرة على النهوض وفق مشروع وطني شامل، أو الانزلاق نحو مزيد من الفوضى والصراع الداخلي حيث يتابع العالم بقلق تطورات ما يحدث هناك وتداعياته المتوقعة .
فبعد 13 عاما على اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد سقط النظام خلال 11 يوما فقط، ولكن مع تسارع الأحداث التى شهدت هروب الأسد من البلاد يصعب التكهن بما قد يحدث فى المستقبل القريب.
نظام الأسد سقط وهناك أسرار كبيرة ربما ستكشف في الأيام المقبلة عن الصفقة التي دفعت رئيس النظام للتخلي دون أي مقاومة تذكر وتسليم المدن الواحدة تلو الأخرى وما هو مصير القواعد الروسية والأمريكية وغيرها من الملفات المعقدة الأخرى.
فالأيام المقبلة ستكون صعبة جداً وهي من سترسم ملامح سوريا بعد الأسد لكن في كل الأحوال الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات في ظل أجواء قلقة جداً .
إن دمشق أمام 3 تحديات صعبة وهي :
من ستقود المرحلة المقبلة وكيف ستقبل التنظيمات المختلفة فكريا
أن تنسجم في جسد حكومي واحد ،
وماهي اليات التعامل مع مؤيدي النظام السابق ، بالإضافة إلى أن هناك دولًا كبرى لديها مصالح في سوريا متناقضة مع دول أخرى ولكل منها تنظيمات مسلحة تعمل على الأرض.
إننا أمام دراما تاريخية مثيرة نشهدها أمام أعيننا، إن كان في مظاهرها أو مخابرها، من خطبة الجولاني في جامع بني أميّة، إلى فتح السجون الرهيبة، وإخراج «كل» من فيها إلى الدخول لقصور آل الأسد، إلى هروب بشار الأسد في اللحظات الأخيرة.
لكنها دراما ما زالت في بدايتها، نأمل أن تكون نهايتها لصالح أمن وسلام أهل سوريا، كل أهل سوريا فما حصل لأهل سوريا طيلة حكم بشار، خصوصاً في الـ13 سنة الأخيرة، كان فوق الوصف، قتلاً وتهجيراً وفقراً ومرضاً. حالة مزرية مرّ بها الإنسان السوري تضاعفت مرارتها في العقد الأخير .
ندعو الله أن تصل بهم إلى بر الأمان.