بقلم: مريم بسام بني بكار
تعد تقنية التزييف العميق (Deepfake) واحدة من أبرز التحديات في عصر المعلومات، حيث تمزج بين الإبداع والمخاطر. هذه التقنية المذهلة تُستخدم لتعديل الصور والفيديوهات والصوتيات بطرق تبدو حقيقية للغاية، مما يفتح الباب أمام استخدامات مفيدة، ولكنها في نفس الوقت تثير مخاوف كبيرة.
تقنية التزييف العميق ليست مجرد أداة للعبث بالوسائط الرقمية، بل توفر إمكانيات مبتكرة، منها:
تحسين جودة الأفلام والفيديوهات القديمة:–
من خلال إعادة تصميمها لتبدو أكثر وضوحًا وحداثة.
دعم التعليم: بإنشاء محتوى مرئي وصوتي مميز يساعد الطلاب على التعلم بطرق جديدة.
تعزيز التسويق والتجارة:عبر إنتاج مواد ترويجية جذابة ومخصصة.
الترفيه والإبداع: ابتكار مقاطع بودكاست وسرد قصص بطرق تفاعلية.
مجالات الصحة: مثل استخدام التقنية لمحاكاة تعابير الوجه لتحسين العلاجات النفسية والتدريب.
تعتمد التقنية على الذكاء الاصطناعي، خصوصًا عبر الشبكات التوليدية التنافسية (GANs)، التي تسمح بإنشاء أو تعديل محتوى رقمي يحاكي الواقع بدقة. باستخدام خوارزميات متطورة، يمكنها تقليد تعابير الوجه، الأصوات، حركات الجسم، وحتى تعديل الظلال والألوان لجعل الوسائط تبدو حقيقية تمامًا.
من مخاطر تقنية التزييف العميق
على الرغم من الفوائد، تبرز العديد من الاستخدامات السلبية التي تشكل تهديدًا خطيرًا، مثل:
تزوير سياسي: نشر مقاطع مزيفة لقادة سياسيين بهدف إثارة الفوضى أو تقويض الأمن القومي.
تشويه السمعة والابتزاز: استهداف الشخصيات العامة بفيديوهات وصور مضللة لتشويه سمعتهم أو ابتزازهم.
جرائم إلكترونية: مثل انتحال الهوية باستخدام الصوت أو الصورة لخداع المؤسسات المالية أو الشركات.
التضليل الإعلامي: إنتاج محتوى زائف يصعب اكتشاف حقيقته لتضليل الجمهور.
وللحد من المخاطر التي قد تنتج عن إساءة استخدام هذه التقنية، يجب اتخاذ خطوات جدية تشمل:
سن قوانين صارمة: لملاحقة ومعاقبة الجهات التي تستخدم التزييف العميق بشكل ضار.
إلزام الشفافية التقنية: عبر وضع علامات مميزة على المحتوى المعدل لضمان الوضوح.
إنشاء وحدات متخصصة: تراقب هذه التقنية وتطور أدوات للكشف عن التزييف بسرعة.
تعزيز الوعي العام: من خلال حملات إعلامية تثقف الجمهور حول مخاطر التزييف العميق وكيفية اكتشافه.
تطوير تقنيات مضادة:تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمكافحة المحتوى المزيف بشكل أكثر فاعلية.
التزييف العميق: سلاح ذو حدين بينما تمثل هذه التقنية فرصة لتطوير محتوى أكثر إبداعًا وتنوعًا، إلا أنها سلاح ذو حدين. لا يمكن الاستفادة منها إلا إذا كانت هناك موازنة دقيقة بين استخدامها الإيجابي ومكافحة إساءة استخدامها. وهذا يتطلب تعاونًا دوليًا وتشريعات حاسمة للحد من المخاطر وحماية الحقيقة في عالم رقمي متغير.