يَقول رئيس الوزراء الأردني السابق المرحوم مضر بدران في مُذكّراته حولَ قانون الصوت الواحد إنه كان مؤمنًا أنّ هذا القانون سَيُمزق المجتمع الأردني ولكنه يعترف بأنهُ لا حول له ولا قوة فالقانون مفروض علينا مِنْ أمريكا وهيَ تُقايضنا بالمساعدات مقابل ذلك !! .
وَيُتابع السيد مُضر بدران رِوايتهِ للأحداث بالقول أنهُ وَعِندَ السيرِ في مركب السلام آنذاك كانَ الخوف أن يَقوم الإسلاميين بتَعطيله وَمِن أجلِ ذلك كان الإصرار على قانون الصوت الواحد!! وَعندَ سؤالهِ للملك الحسين رحمه الله كَمْ يُريد عدد النواب الإسلاميين في المجلس ؟ 20 ، 18 ، 16 ، 14 نائبًا ؟ بَقِيَ الملكُ صامتًا!! فَقُلت 12 نائبًا ! فقالَ الحسين : نَعم هذا الرقم مناسب .
يقول مضر بدران : قُمتُ بالإتصال بالقيادي في جبهة العمل الإسلامي إسحق الفرحان وطلبت اللقاء في المنزل !! وَعندَ حضورهِ قُلتُ لَهُ : ” إننا على طريق محادثات السلام وأنّ أيّ مجلس نيابي قادم سيكون في مواجهة مثل هذا الاستحقاق وَسيمر السلام ( غَصب عَنْ المجلس وعنكُم إن كُنتم أعضاء فيهِ ) ومن أجلِ ذلك عليكم أن لا تُعطلوا القرار بوجودكم اللافت عددًا ونوعًا في مجلس النواب وعليكم مِنْ أجلِ ذلك أن تُرشحوا 12 نائبًا وهذهِ حصّتكم في المجلس القادم وهذا فيهِ مصلحتكم !! تُعارضون القرار لكن لا تُعَطِلوهُ ” !! وافقَ السيد إسحق الفرحان على ذلك !! .
وَلَكن تَمّ إقرار قانون الصوت الواحد على غيرِ رغبة مِنْ المجتمع والحكومة وبضغوط خارجية !! .
أشرتُ إلى هذهِ الوقائع وأنا أُتابع نتائج الانتخابات النيابية والهدف مِنْ وصول الإخوان المسلمين بهذا العدد الى مجلس النواب !! وأنا أتساءل هَلْ مِنْ أمرٍ ما يتمُ الإعداد لَهُ ؟ وأنّ الضرورة تقتضي وجود هذا العدد مِنْ النواب الإسلاميين ؟ فلا هُم يُساءُ لَهُم ولا هُمْ يُعَطِّلوا قرارًا مرسومًا لنا ؟ قَدْ يكون الأمر كذلك وإنّ غدًا لناظرهِ قريب !! .
والفَخّ الثاني الذي وَقَعت بهِ الجماعة الاسلامية هُوَ بيانها الأول بَعدَ حادثة جنوب البحرِ الميت !! فَقَد أصبحت الجماعة في موقفِ الدفاع عَنْ نفسها!! وغدًا عِندَ مناقشة موضوع الثقةِ في الحكومة سيرى الجميع النتيجة !! .
السياسة لها فُنونِها ورِجالها !! ودهاليز السياسة أعمق مِنْ الشعارات والخروج بالمسيرات !! السياسة فَنْ المُمكن وَتَقدير الإمكانيات وَمعرِفة العدو .
وسيبقى السؤال مطروحًا هَلْ تَمّ الإيقاع بحزب جبهة العمل الاسلامي ؟ وَهل سيستطيع رجال الحزب الخروج مِنْ هذهِ المصيدة بأقل الخسائر ؟؟ .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة
