ألقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خطاباً خلال حفل العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض، لم يتطرق فيه إلى الحرب المستمرة في غزة والأزمة الإنسانية المتزايدة فيها، وسط مظاهرات كبيرة خارج المطعم الباهر في فندق واشنطن هيلتون الذي علّق عليه المحتجون علم فلسطين.
شارك في حفل العشاء سياسيون وصحفيون وممثلون، وفي كلمته التي استمرت 10 دقائق، لم يتطرق بايدن إلى الحرب في غزة، وخصص خطابه بإطلاق النكات والانتقادات لمنافسه الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
حيث افتتح بايدن خطابه بتوجيه الانتقادات إلى ترامب، واصفاً إياه بـ”عديم النضج”، وسخر من تقدمه بالسن، رغم تشابههما بالعمر.
لكن بايدن سرعان ما انتقل إلى خطاب قاتم حول ما يعتقد أنه على المحك في هذه الانتخابات، قائلاً إن “ولاية أخرى لترامب ستكون أكثر ضرراً لأمريكا من ولايته الأولى”.
في إشارته إلى أنصار ترامب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول بعد فوزه في الانتخابات السابقة، قال بايدن: “علينا أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد”.
ولم يشر خطاب بايدن، الذي استمر حوالي 10 دقائق، إلى الحرب المستمرة أو الأزمة الإنسانية المتزايدة في غزة، لكن إحدى الإشارات النادرة جاءت من رئيسة جمعية مراسلي البيت الأبيض، كيلي أودونيل، التي نوهت بإيجاز إلى مقتل حوالي 100 صحفي في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 6 أشهر في غزة.
بايدن عندما وصل إلى الفندق، تجنب الحشود الكبيرة من المحتجين عند المدخل الأمامي، ودخل عبر المدخل الخلفي، حيث استقبله عدد أقل من المحتجين المطالبين بوقف إطلاق النار بغزة.
المتظاهرون أمام بوابة الفندق الذي يقام فيه حفل العشاء السنوي، هتفوا بشعارات أدانوا فيها دعم الرئيس الأمريكي للحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
كما ردد المحتجون الذين ارتدوا الكوفية الفلسطينية عبارة “عار عليكم”، وهم يجابهون الضيوف الذين كانوا يتوافدون إلى الداخل للمشاركة في حفل العشاء السنوي.
كما افترش عدد منهم الشارع بجوار نماذج من السترات الواقية من الرصاص تحمل شارة “الصحافة” أمام المدعوين، في إشارة إلى الضحايا الصحفيين الذين قتلوا جراء الحرب على غزة.
وهتف المتظاهرون: “فلسطين حرة”، ورفعوا العلم الفلسطيني من نافذة بالطابق العلوي في الفندق.
من جهتها، نظمت حركة (كود بينك) مسيرة إلى موقع حفل العشاء السنوي، من أحد المتنزهات القريبة، وكتبت على موقعها الإلكتروني: “وسائل الإعلام الأمريكية تردد الروايات المعادية للفلسطينيين، وتتجاهل جرائم الحرب الإسرائيلية”.
فيما أكد منظمو الاحتجاج أنهم يهدفون إلى لفت الانتباه إلى الأعداد الكبيرة من الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
حيث كتب أكثر من عشرين صحفياً في غزة رسالة الأسبوع الماضي، يدعون فيها زملاءهم في واشنطن إلى مقاطعة حفل العشاء السنوي.
إلى ذلك، قالت ساندرا تماري، المديرة التنفيذية لمشروع “عدالة للعدالة”، وهي مجموعة مناصرة فلسطينية مقرها الولايات المتحدة ساعدت في تنظيم رسالة الصحفيين في غزة، إنه “من العار على وسائل الإعلام أن تتناول العشاء، وتضحك مع الرئيس بايدن بينما يقوم بتمكين الدمار والمجاعة بغزة”.
