خمس نجوم ألماسية

في تقييم الأفلام السينمائية يمنح الفيلم نجوماً ذهبية من خمسة، "تراب ألماس" يستحقّها نجوماً ألماسية، وبعددها الكامل، بتقييمي. تأخرتُ في مشاهدة الفيلم، وكنتُ أودُ قراءة الرواية المأخوذ عنها أولاً، ولكن قررتُ أن أقاوم هذه الرغبة للمرة الأولى وأشاهد الفيلم قبل قراءة نصّه الأم، بحثاً عن الفارق، فلطالما قرأت أولاً ثم شاهدت، ابتداءً من روايات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ، وانتهاءً بروايات أحمد مراد، ذاته كاتب رواية "تراب ألماس".
وكانت النتيجة مذهلة بالنسبة لي لبساطتها؛ إذ وجدتُ أنّ الذي كنتُ أتناولُه أولاً يحظى منّي بإعجاب أكبر، إذاً هو الغموض ما يجعلني أفضّل الرواية على الفيلم، أو العكس. هذا الفيلم من الأعمال الفنية التي تجعلني متألمة من شدة الإعجاب، ذات الشعور الذي يصيبني كلّما سمعتُ مقطوعة للموسيقار عمر خيرت، لا يمكنني الوصف أكثر، أكاد أجزمُ كلما راودني هذا الشعور أنّه حاسّة تخطّت الحواس المعروفة، ربما هو الحاسّة السابعة. الممثلون أبدعوا جميعهم، وإلى جانب إبداعهم الفني أراهُم قدّموا دروساً عن الفن؛ فالبطل آسر ياسين، ووالده في الفيلم الممثل أحمد كمال أثبتا، للمرّة المليون في تاريخ الفن، أنّ عدم شهرة الاسم لا تعني الضعف أو عدم وجود الموهبة، كما أن شهرة الاسم لا تعني بالضرورة القوة ووجود الموهبة.
منة شلبي أثبتت أنّ الإحساس بأعلى درجاته هو مفتاح النجاح. ماجد الكدواني وبيومي فؤاد أثبتَا أنّ أداء دور الشر يكون في قمّة التمكّن إن قام به ممثل اعتاد أداء الكوميديا ولكنه قبل الكوميديا والتراجيديا فنان بمعنى الكلمة. شيرين رضا ومحمد ممدوح أثبتا أنّ البصمة يمكن تركها بقدرٍ بسيط من الظهور. عزّت العلايلي أثبت أنّ الفنان الحقيقي يبقى مهما كبر إذا ما وُضِع في الدور المناسب. أمّا الممثل الأردني إياد نصّار فقد أثبت أنّ لدينا في الأردن فنانين مبدعين بينما نفتقد لِما يمكن أن نسمّيه فنّ. مروان حامد مخرج العمل لا يزال يقدّم للسينما المصرية علامات وليس مجرّد أفلام، وسأبقى بانتظار كل جديد له، كما كنّا ننتظر بشغف "كاسيت" مطربنا المفضّل. #تراب_ألماس هديل شقير - في حبّ السينما - 2019